التقى رؤساء تحرير الصحف الناطقة باللغة الارمينة في لبنان سفير جمهورية ارمينيا في لبنان السفير فاهاكن اتابيكيان وكان محور اللقاء الوضع المتعلّق بالحرب الدائرة في ارتساخ بين الأرمن والاذريين.
وادلى السفير اتابيكيان بسلسلة من المواقف المهمّة التي يمكن تلخصيها بالتالي:
هناك بث متعمّد لمعلومات خاطئة لمحاولة الايحاء بأن هنالك لبنانيين ارمن يتنقلون بشكل منظّم للمشاركة في العمليات العسكرية في ارتساخ.
ان كل هذه العلومات تهدف للتضليل وللتغطية على واقع مشاركة المرتزقة الى جانب القوات الآذرية في الحرب الدائرة في آرتساخ. اذ اجزم بهذا الخصوص بأنه لا توجد اي مبادرات منظمة لنقل لبنانيين ارمن للقتال في آرتساخ.
ان الشتات الارمني ، المنتشر في جميع انحاء العالم بسبب الابادة الجماعية التي تعرض لها قبل حوالي القرن وعلى يد نفس الاطراف التي تحاول تكرار تجربة الابادة اليوم في ارتساخ، ومن يحمل منهم اليوم الجنسية الأرمينية لا استبعد ان يكون لديه الدافع الشخصي والعزم للدفاع عن الهوية القومية وذلك لتفادي ودرء ومنع ابادة جماعية اخرى يصار الى التحضير لها من خلال العمليات العسكرية في ارتساخ.
تقتضي الاشارة الى نقظة جد مهمة وجوهرية الا وهي الفارق ما بين قتلة اغراب ومأجورين ينتقلون أو ينقلون للقتال لقاء اجر، ومقابل اناس اصحاب قضية ينتقلون للدفاع عن وطنهم ويتحمّلون نفقات الانتقال لساحات القتال من جيوبهم الخاصة. فالمساواة بين الطرفين فيه الكثير من التجني ومحاولة يائسة للوصول للتوازن الدعائي بين المرتزقة الذين تستعين بهم القوات المعادية وبين الارمن الذين يدافعون عن وطنهم الام.
آخذين بعين الاعتبار من اين اتوا واين قاتلوا هؤلاء المرتزقة سابقاً ان اي محاولة لإضفاء الصبغة الدينية على هذه المسألة امرٌ في غاية الخطورة. كما ان اي كلام او تحريض ديني او عرقي او عنصري بهذا الصدد فيه تهديد للبنان الصديق بالدرجة الاولى ولسلمه الاهلي ومحاولة لزعزعة استقراره الداخلي وامنه.
وانطلاقاً من كل ذلك نحن واثقون تمام الثقة ان الدولة اللبنانية واجهزتها الامنية متيقنة للمخاطر بهذا الشأن، وانا لدي تمام الثقة ان السلطات اللبنانية وعلى كافة المستويات ستضرب بيد من حديد لتفادي وتحاشي ومنع اي محاولة لزعزعة الاستقرار وللعبث بالامن الداخلي.
اما بخصوص اللبنانيين الارمن فإنني اكرر ما قلته دائماً بأن هؤلاء جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع اللبناني وعليهم واجبات ولهم حقوق نص عليها الدستور اللبناني. واللبنانيون الارمن جزء من مؤسسات الدولة اللبنانية الشرعية وانهم اذ يشاركون بفعالية في الحياة السياسية والاجتماعية اللبنانية. والدولة اللبنانية الصديقة تعامل كل مواطنيها ومنهم الارمن بالمساواة وتحت سقف القانون اللبناني. واللبنانيون الارمن في المقابل ملتزمون بالدستور والقوانين اللبنانية ويشاركون بفعالية في المجتمع اللبناني ولهم دور فاعل على كافة الصعد ولهم ايادٍ بيضاء في جميع الانجازات ويتشاركون ويتأثرون بالصعوبات التي تضرب المجتمع اللبناني.